الحقيقة التي يعلمها جميع من سقطوا في تلك الهوّة - سواء بالانسحاب المبكر من معركة إثبات الذات، أو بالتورط غير الموفّق فيها - ولايصدقها أحد..
أن الأمر ليس بهذا السوء فعلًا. وأنه طبيعي جدًا، وشأن كل ما نحسه وندركه، هناك وجه آخر للمسألة، يتلخص في أننا بشكل أو بآخر فيهذا السياق أو ذاك، نكون نحن الأذكى والأجمل والأكثر موهبة، والأوسع حيلة، والأكثر حضورًا والأسرع بديهة، والأقرب لقلوب أحبّة آخرين والأليق بهم، نكون الأفضل، والأقدر على عيش هذه اللحظة تحديدًا بأفضل طريقة ممكنة، تلك اللحظة الملهمة من البصيرة والانعتاق، وإعادة اكتشاف البديهي والمكرر والوجيه في الحكمة الشعبية وعبارات الجدّات المستهلكة “إحنا أحسن من غيرنا” تفتح نافذة مثالية لسيناريو من اثنين:
الأول أن نكتفي بعلاج نرجسيتنا الجريحة بجرح نرجسية آخرين، منحتنا الحياة أو المصادفة تفوقًا مؤقتًا عليهم في سياق ما، قبل أن تدور الدائرة لنجد أنفسنا، مرة أخرى، نتورط في إثبات جدارتنا من دون سبب واضح.
والثاني أن نكسر تلك الحلقة نهائياً، فنسمح لأنفسنا ببعض الهشاشة، بقبول محدوديتنا بحياد تلّفه السكينة، بتعاطف حقيقي ليس به ذرة تعالٍ واحدة، مع من لم ينعتقوا بعد من تلك الرحلة المضنية.
