أتساءل إلى أي حد يمكن للإنسان أن يبدو ضعيفًا أمام نفسه.. وأن لا يستطيع التظاهر بقوته حين يكون مواجها لها.. هل الأمر يتعلق بضعف بداخلنا حقًا أم الأمر يتعلق بما يحيط بنا.. ربما نستمد قوتنا من الآخرين حين نكون برفقتهم وإذ أن وحدتنا تهاجمنا حين نكون مع أنفسنا.. يفترض أن تكون الوحدة أحيانا ملجأً نؤول إليه حين يكثر الضجيج من حولنا وحين تكتظ المشاعر علينا.. لكن هي حقيقتنا من تخيفنا حقًا.. عندما ننعزل بأنفسنا تُنزع كل الأقنعة.. وتتعرى ذواتنا.. تصعب علينا المواجهة حتمًا ونبدو ضعفاء جدًا.. نبكي أحيانًا ثم نحاول لعب دور الضحية.. نحن مساكين تغلبهم عواطفهم تارة وغبائهم تارة أخرى وقد يسبب لهم ذكائهم الكثير أيضًا.. لكن تلومنا أنفسنا كثيرًا فيما بعد.. تُجردنا من إحساسنا بالظلم دائمًا.. تذكرنا أننا أسيادُ قراراتنا واختياراتنا.. أن سفينتنا نحن من نقودها ولا ذنب للرياح إن هي أتت كثيفة أو إن هي هبت نحونا.. كما لا ذنب للأمواج إن كانت هائجة فنحن من اخترنا ركوبها.. كان علينا توقع حصول الأسوأ دائمًا لربما يهون علينا تقبل النتيجة في الأخير.. فالأصعب من مواجهة الحقيقة هو تقبلها.. والأصعب في الوحدة هي تلك اللحظة حين ننكشف أمام أنفسنا ولا نجرأ على الكذب أو التظاهر.. كيف إذًا سنحمي أنفسَنا من أنفسِنا.. وهل نحتاج فعلاً إلى ذلك..
