مساحة بواسطة: محمد عبدالفتاح
    

ضحايا الخوف



ماينفعش تكون فلسفتنا في الحياة هي الاستغناء عن كل حاجة، لأن أي شيء ممكن يحسسك بأي قدر من الرضا والمتعة لازم هاتدفع عليه ضريبة من نفسك. للأسف دي طبيعة الأشياء، مفيش حاجة مجانية وبدون مقابل في الدنيا، وأنا مع مواجهة الفقد كضرر جانبي محتوم بشجاعة وجَلَد، لأن التجنب المبالغ فيه للألم هو في حقيقته تجنب للحياة نفسها. تجنب أنك تتورط عاطفيًا في أي حاجة أو مع أي حد هو أنك تتعامل معاهم من السطح، والمفارقة إن الإنسان لا يستطيع أن يسمو فوق احتياجاته على الدوام من غير ما يخسر نفسه على الدوام، زي سمكة مسكينة بتنكر طبيعتها وتتجنب البحر عشان تتأقلم مع خوفها من القروش. ماينفعش يكون رد فعلنا على أننا جازفنا بنفسنا في حاجة وخسرناها، أننا ننسحب تمامًا، وماينفعش نتعامل مع إحساسنا الطبيعي بالفقد أو خصلتنا السيئة في التملك، بأننا ندي لقلوبنا أوامر صارمة بأنها ماتتعلقش بحاجة أبدًا. التملك علاجه التهذيب الواعي للنفس في رحلة نضوج شخصية بتتعلم فيها من أخطائك وتحاول تصلحها طول الوقت. أما الفقد، فيا نتعلم نعيش مع الخسارة، يا نتعلم مانحس بيها أصلاً، لكن الفكرة كلها إن عمرنا ما هانبطل نحس بالخسارة إلا لو مابقاش فاضلنا أي حاجة نخسرها، أو نضبت جعبتنا من الأمنيات، والحياة دي باهتة وموحشة ومالهاش طعم.

أحدث أقدم